فصل: قال ابن عادل:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والإشارة في ذلك: خير أولئك الذين يعلم الله، فأولئك مع الذين، وحسن أولئك رفيقًا، ذلك الفضل من الله.
والاستفهام المراد به التعجب في: ألم تر إلى الذين يزعمون.
والتجنيس المغاير في: أن يضلهم ضلالًا، وفي: أصابتهم مصيبة، وفي: وقل لهم في أنفسهم قولًا، وفي: يصدّون عنك صدودًا، وفي: ويسلموا تسليمًا، وفي: فإنْ أصابتكم مصيبة، وفي: فأفوز فوزًا عظيمًا.
والاستعارة في: فإن تنازعتم، أصل المنازعة الجذب باليد، ثم استعير للتنازع في الكلام.
وفي: ضلالًا بعيدًا استعار البعد المختص بالأزمنة والأمكنة للمعاني المختصة بالقلوب لدوام القلوب عليها، وفي: فيما شجر بينهم استعار ما اشتبك وتضايق من الشجر للمنازعة التي يدخل بها بعض الكلام في بعض استعارة المحسوس للمعقول وفي: أنفسهم حرجًا أطلق اسم الحرج الذي هو من وصف الشجر إذا تضايق على الأمر الذي يشق على النفس للمناسبة التي بينهما وهو من الضيق والتتميم، وهو أن يتبع الكلام كلمة تزيد المعنى تمكنًا وبيانًا للمعنى المراد وهو في قوله قولًا بليغًا أي: يبلغ إلى قلوبهم ألمه أو بالغًا في زجرهم.
وزيادة الحرف لزيادة المعنى في: من رسول أتت للاستغراق إذ لو لم تدخل لا وهم الواحد.
والتكرار في: استغفر واستغفروا أنفسهم، وفي أنفسهم واسم الله في مواضع.
والالتفات في: واستغفر لهم الرسول.
والتوكيد بالمصدر في: ويسلموا تسليمًا.
والتقسيم البليغ في قوله: {من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين}.
وإسناد الفعل إلى ما لا يصح وقوعه منه حقيقة في: {أصابتكم مصيبة}، و{أصابكم فضل}.
وجعل الشيء من الشيء وليس منه لمناسبة في قوله: {وإن منكم لمن ليبطئن}.
والاعتراض على قول الجمهور في قوله: {كأن لم يكن بينكم وبينه مودّة}.
والحذف في مواضع. اهـ.

.قال في صفوة التفاسير:

البلاغة:
تضمنت الآيات الكريمة من ضروب الفصاحة والبديع ما يلي باختصار:
1- الاستفهام المراد به التعجب في {ألم تر إلى الذين يزعمون}.
2- الالتفات في {واستغفر لهم الرسول} تفخيما لشأن الرسول وتعظيما لاستغفاره، ولو جري على الأصل لال: {واستغفرت لهم}.
3- إيراد الأمر بصورة الإخبار وتصديره بـ {إن} المفيدة للتحقيق في قوله: {إن الله يأمركم} للتفخيم، وتأكيد وجوب العناية والامتثال.
4- الجناس المغاير في {يضلهم ضلالا} وفي {قل لهم.. قولا} وفي {يسلموا تسليما} وفي {يصدون.. صدودا} وفي {فأفوز فوزا} وهو من المحسنات البديعية.
5- الاستعارة في قوله: {فيما شجر بينهم} استعار ما اشتبك وتضايق من الشجر، للتنازع الذي يدخل به بعض الكلام في بعض، استعارة للمعقول بالمحسوس.
6- تكرير الاسم الجليل {إن الله يأمركم} {إن الله نعما يعظكم} {إن الله كان سميعا} لتربية المهابة في النفوس.
7- الإطناب في مواضع والحذف في مواضع. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

.قال ابن عادل:

قوله: {كَأَن لَّمْ تَكُنْ} هذه {كأن} المُخَفَّفَةُ من الثَّقيلَة وعملُها باقٍ عند البَصْرِيّين، وزعم الكُوفيُّون أنها حين تَخْفِيفها لا تَعْمَل كما لا تعملُ لَكن مُخَفَّفَة عند الجُمْهُور، وإعْمَالُها عند البَصْرِيِّين غَالبًا في ضَمِير الأمْرِ والشَّأن، وهو وَاجِبُ الحَذْفِ، ولا تَعْمَل عِنْدَهُم في ضَمِير غَيْرِ؛ ولا فِي اسْم ظَاهِر إلا ضَرُورةً، كقوله: [الهزج]
وَصَدْرٍ مُشْرِقِ النَّحْر ** كَأنَّ ثَدْيَيْه حُقَّانِ

وقول الآخر: [الطويل]
وَيَوْمًا تُوَافِينَا بِوَجْهٍ مُقَسَّمٍ ** كأنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إلَى وَارِقِ السُّلَمْ

في إحْدى الرِّوَايات، وظَاهِرِ كلام سَيَبويْه: أنَّها تَعْمَل في غير ضميرِ الشَّأنِ في غير الضَّرُورَة، والجُمْلَة المنْفِيَّة بعدها في مَحَلِّ رَفع خَبَرًا لَهَا، والجملة بَعْدَهَا إن كانت فِعليَّة فتكون مُبْدوءَة بِ قَدْ؛ كقوله: [الخفيف]
لا يَهُولَنَّكَ اصْطِلاؤُكَ لِلْحَرْ ** بِ فَمَحْذُورُهَا كَأنْ قَدْ ألَمَّا

أو بـ {لَمْ} كهذه الآية، وقوله: {كَأَن لَّمْ تَغْنَ بالأمس} [يونس: 24] وقد تُلُقِيتْ بلَمَّا في قول عمَّار الكلبي: [الرمل]
بَدَّدَتْ مِنْهَا اللَّيَالِي شَمْلَهُمْ ** فَكَأنْ لَمّض يَكُونُوا قَبْلَ ثَمْ

قال أبو حيَّان: ويحتاج مِثْل هذا إلى سَمَاعِ من العَرَبِ، وقال ابن عَطِيَّة: وكأن مُضَمَّنة مَعْنَى التَّشْبيه، ولكنها لَيْسَتْ كالثَّقِيلَةَ في الاحْتِيَاج إلى الاسْم والخَبَر، وإنما تَجيءُ بعدها الجُمَل، وظَاهِرِ هذه العِبَارَة: أنها لا تَعْمَلُ عند تَخْفِيفها، وقد تقدَّم أن ذَلِك قَوْل الكُوفيين لا البَصْرِييِّن، ويُحْتَمَل أنه أراد بذلك أن الجُمْلَة بعدها لا تَتَأثَّر بها لَفْظًا؛ لأن اسْمَهَا مَحْذُوف، والجُمْلَة خَبَرُها.
وقرأ ابن كثير، وحفص من عاصم، ويعقوب: يَكُنْ بالياء؛ لأن المَوَدَّة في مَعْنَى الوُد ولأنه قد فُصِلَ بَيْنَها وبَيْن فِعْلِها، والبَاقُون: بالتَّاء اعْتِبَارًا بلَفْظِها.
قال الواحدي: وكِلْتَا القراءَتَين قد جَاء التَّنْزِيل به؛ قال: {قَدْ جَاءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ} [يونس: 57] وقال: {فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ} [البقرة: 275] فالتأنيث هو الأصْلُ، والتَّذْكِير يَحْسُن إذا كان التَّأنِيثُ غير حَقِيقيّ، لاسيما إذا وقع فَاصِل بين الفِعْل والفَاعِل، ويكُون يحتمل أن تكُون تَامَّةٌ، فيتعلق الظَّرْفُ بها، أو بِمَحْذُوفٍ، لأنَّه حالٌ ممن مودة إذ هو في الأصْلِ صِفَة نكرة قُدِّم عليها، وأن تكُون نَاقِصة، فيتَعَلَّق الظَّرْف بمحذوفٍ على أنه خَبرَهَا، واخْتَلَفُوا في هَذِه الجُمْلَة على ثلاثةِ أقْوَالٍ:
الأوّل: أنها اعْتِرَاضيَّة لا مَحَلَّ لها من الإعْرَابِ، وعلى هَذَا فما المُعْترض بَيْنَهما؟ فيه وجهان:
أحدهما: أنَّهَا مُعْتَرِضَة بين جُمْلَة الشَّرْطِ التي هِيَ {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ} وبين جُمْلَة القَسَم التي هي {وَلَئِنْ أصَابَكُمْ}، والتَّقْدير: {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ} قال: {قَدْ أَنْعَمَ الله عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيدًا} كأن لم تكن بينكم وبينه مودة، ولئن أصابكُم فَضْل.
فأخرت الجُمْلَة المعترض بها أعني قوله: {كَأَن لَّمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ} والنية بها التوسط، وهذا قول الزجاج وتبعه الماتُريدي، وردَّ الرَّاغِب الأصْبَهاني هذا القَوْل بأنَّه مستَقْبَحٌ، لأنه لا يَفْصِل بين بَعْض الجملة وبَعْض ما يتعلَّق بِجُمْلة أخْرَى.
قال شهاب الدين: وهَذَا من الزَّجَّاج كأنه تَفْسِير مَعْنَى لا إعْرَاب، على مَا يأتِي ذِكْرُه عَنْهُ في تفسير الإعْرَاب.
الوجه الثاني: أنها مُعْتَرِضَة بين القَوْل ومَفْعُوله، والأصْل: ليقولنَّ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُم كأن لَمْ يكُن، وعلى هذا أكثر النَّاسِ، وقد اخْتَلَفَت عِبَاراتُهم في ذَلِك، ولا يَظْهَرُ المَعْنَى إلا بِنَقْل نصوصهم فَلْنَنْقُلْهَا.
فقال الزَّمَخْشَري: اعْتِرَاضٌ بين الفِعْلِ الَّذي هو {ليقولن} وبين مَفْعُولِهِ وهو {يا ليتني} والمعنى: كأنَّه لم يتقدم له مَعَكُم مَوَدَّة؛ لأن المُنَافِقِين كانوا يُوادُّون المؤمنين في الظَّاهر أنَّه تَهكُّم؛ لأنهم كَانُوا أعْدَى عَدُوٍّ للمؤمِنِين، وأشدَّهم حَسَدًا لهم، فكيف يُوصَفُون بالمَوَدَّة إلا على وَجْهِ العَكْسِ والتَّهَكُّم.
وقال الزَّجَّاج: هذه الجُمْلَة اعْتِرَاضٌ، أخبر تعالى بذلك؛ لأنَّهُم كانوا يُوادُّون المؤمنين.
وقال ابن عَطيّة: المنافق يُعَاطِي المؤمنين المَوَدَّة، ويُعَاهِدُ على الْتِزَامٍ حِلْفِ الإسْلاَمِ، ثم يَتَحلَّف نِفَاقًا وشَكًّا وكُفْرًا بالله ورسُوله، ثم يَتَمَنَّى عِنْدَما ينكشف الغَيْبُ الظَّفْرُ لَلمُؤْمنينن فعلى هذا يَجِيءُ قَوْلُه: {كأن لم يكن} التفاتة بليغَة، واعْتِراضًا بين القَوْل والمَقُول بِلَفْظٍ يُظْهِر زيادَةً في قُبْحِ فِعْلِهِم.
وقال الرازي: هو اعْتِراضٌ في غايَةِ الحُسْنِ؛ لأن من أحَبِّ إنْسَانًا فَرح لِفَرَحِه، وحَزِنَ لحُزْنِهِ، فإذا قَلَبَ القَضِيَّة فذلك إظْهَارٌ للعَدَاوَة، فحكى تعالى سُرُور المُنَافِقِ عند نَكْبَةِ المُسْلِمِين، ثم أرَادَ أن يَحْكِي حُزْنه عِنْدَ دَوْلَةِ المسْلِمِينِ بسبب فَواتِهِ الغَنِيمَة فقَبْل أن يَذْكُرَ الكَلاَم بتَمَامِهِ، ألْقَى قوله: {كَأَن لَّمْ تَكُنْ} والمراد التَّعَجُّب؛ كأنه يَقُول: انْظُرُوا إلى ما يَقُولَه هذا المُنَافِقُ كأن لَمْ تكن بَيْنَكُم وبَيْنَهُ مودَّة ولا مُخَالَطَة أصْلًا، والذي حَسَّن الاعتراض بهذه الجُمْلَة وإنْ كان محلها التَّأخِير، كوْنَ ما بَعْدَهَا فَاصِلَة وهيَ لَيْسَت بِفَاصِلَة.
وقال الفَارِسِي: وهذه الجمْلَة من قَوْل المُنَافِقِين الَّذِين أقْعَدُوهُم عن الجِهَادِ؛ وخَرَجُوا هُمْ لم تكُنْ بَيْنَكُم وبَيْنَه أي: وبَيْن الرَّسُول- عليه الصلاة والسلام- مودَّة، فيخرجكم مَعَهُ لتأخذوا من الغنيمة ليُبَغّضُوا بذلك الرَّسُولَ إليْهم، فأعاد الضَّمِيرَ في بَيْنَهُ على النَّبي- عليه الصلاة والسلام-.
وتبع الفارسي في ذَلِكَ مُقَاتِلًا؛ مَعْنَاه: كأنه لَيْسَ من أهل مِلَّتِكم، ولا مودَّة بَيْنَكُم يريد: أن المبطّئ قَالَ لمن تَخَلَّف بإذْنٍ كأن لَمْ تكُنْ بَيْنَكُم وبَيْن مُحَمَّدٍ مودَّة، فيُخْرِجَكُم إلى الجِهَادِ، فَتَفُوزُوا بما فَازَ.
القول الثاني: إنها في مَحَلّ نَصْبٍ بالقَوْلِ، فيكون تعالى قد حَكَى بالقَوْلِ جملتين: جُمْلة التَّشْبيه، وجملة التَّمَنِّي، وهذا ظَاهِرٌ على قَوْلِ مُقاتِل والفَارسيٍّ: حيث زعَمَا أن الضَّمِير في بَيْنَه للرَّسُول- عليه الصلاة والسلام.
القول الثالث: أنها في مَحَلّ نَصْبٍ على الحَالِ من الضَّمِير المستَتِر في {ليقولن} كما تقول: مررْتُ بزَيْد وكأن لم يكن بينك وبينه معرفة فضلًا عن مودَّة، ونقل هذا عن الزَّجَّاج، وتَبِعَهُ أبو البَقاءِ في ذلك.
ويا فيها قَوْلاَن:
أحدهما: وهُوَ قول الفَارسيِّ إنها لمجَرد، التَّنْبِيه، فلا يقدَّر مُنادى مَحْذُوف، ولذلك باشَرَت الحَرْف.
والثاني: أن المُنَادَى مَحْذُوف، تقديره: يا هؤلاء، لَيْتَنِي، وهذا الخلاف جَارٍ فيها إذا باشَرَت حَرْفًا أو فِعلًا؛ كقراء الكسائيّ {أَلاَّ يَسْجُدُواْ} [النمل: 25] وقوله: [الطويل]
ألاَ يَا اسْقِيَانِي قَبْلَ غَارَة سِنْجَال

وقوله: [البسيط]
يا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّانِ من جَبَلٍ

على القول بفعليّة حَبَّذَا ولا يُفعل ذَلِكَ إلاَّ بيَا خَاصَّة، دون سائر حُرُوف النَّدَاء، لأنَّها أمُّ البَابِ، وقد كثرت مُبَاشرَتُها للَيْتَ دون سَائِرِ الحُرُوف.
قوله: {فأفوز} الجمهور على نَصْبِه في جَوَاب التَّمَنِّي، والكُوفِيُّون يزْعمون نصبه بالخلافِ، والجرميّ يزعمُ نصبه بنفس الفَاءِ.
والصحيح الأوَّل، لأن الفَاء تَعْطِف هذا المَصْدَر المؤوَّل من أنْ والفِعْل على مَصْدَر مُتوهِّم، لأن التَّقْدِير: يا لَيْتَ لي كَوْنًا معهم- أو مُصَاحَبَتهم- فَفَوْزًا.
وقرأ الحسن: فأفُوزُ رفعًا على أحدِ وجهيْن:
إما الاستئناف، أي: فأنا أفوزُ.
أو عَطْفًا على {كُنْتُ} فيكون داخِلًا في حَيِّز التَّمَني أيضًا، فيكون الكَوْن معهُم، والفَوْزُ العَظيم مُتَمنين جَميِعًا، والمُرَاد بالفَوْزِ العظيم: النَّصِيب الوَافِر من الغَنِيمَة. اهـ.

.قال أبو حيان:

وتلخص من هذه الأقوال أن هذه الجملة: إمّا أن يكون لها موضع من الإعراب نصب على الحال من الضمير المستكن في ليقولن، أو نصب على المفعول بيقولن على الحكاية، فيكون من جملة المقول، وجملة المقول هو مجموع الجملتين: جملة التشبيه، وجملة التمني.
وضمير الخطاب للمتخلفين عن الجهاد، وضمير الغيبة في وبينه للرسول.
وعلى الوجه الأول ضمير الخطاب للمؤمنين، وضمير الغيبة للقائل.
وإمّا أن لا يكون لها موضع من الإعراب لكونها اعتراضًا في الأصل بين جملة الشرط وجملة القسم وأخرت، والنية بها التوسط بين الجملتين.
أو لكونها اعتراضًا بين: ليقولن ومعموله الذي هو جملة التمني، ولبس اعتراضًا يتعلق بمضمون هذه الجملة المتأخرة، بل يتعلق بمضمون الجملتين، والضمير الذي للخطاب هو للمؤمنين، وفي بينه للقائل.
واعترض به بين أثناء الحملة الأخيرة، ولم يتأخر بعدها وإنْ كان من حيث المعنى متأخرًا إذ معناه متعلق بمضمون الجملتين، لأن معمول القول النية به التقديم، لكنه حسن تأخيره كونه وقع فاصلة.
ولو تأخرت جملة الاعتراض لم يحسن لكونها ليست فاصلة، والتقدير: ليقولن يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزًا عظيمًا كأنْ لم يكن بينكم وبينه مودة، إذ صدر منه قوله وقت المصيبة: قد أنعم الله عليّ إذ لم أكن معهم شهيدًا.
وقوله: وقت الغنيمة يا ليتني كنت معهم، وهذا قول من لم تسبق منه مودة لكم.
وفي الآيتين تنبيه على أنهم لا يعدّون من المنح إلا أغراض الدنيا، يفرحون بما ينالون منها، ولا من المحن إلا مصائبها فيتألمون لما يصيبهم منها كقوله تعالى: {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه} الآية. اهـ.